المناعة المكتسبة وآلياتها
المناعة المكتسبة
- هناك آليتان للمناعة المكتسبة: المناعة الخلطية والمناعة الخلوية (المناعة المتوَاسَطة بالخلايا).
- تتواسط الأجسام المضادة المناعة الخلطية، وهي خط دفاع ضد مسببات المرض والسموم التي تنتشر في سوائل الجسم.
- تنطوي المناعة الخلطية على الانتقاء النسيلي والتوسع في الخلايا البائية.
- تعتمد المناعة الخلوية (المناعة المتوَاسَطة بالخلايا) على المشاركة المباشرة للخلايا بدلاً من الأجسام المضادة.
- تتضمن المناعة الخلوية (المناعة المتوَاسَطة بالخلايا) الانتقاء النسيلي والتوسع في الخلايا التائية المساعدة والخلايا التائية السامة للخلايا.
- تهاجم الخلايا التائية مباشرة الغزاة الذين يدخلون خلايا الجسم.
الخلايا المكونة لجهاز المناعة المكتسبة
يعتمد جهاز المناعة المكتسبة على عدد أنواع أقل من الخلايا لتنفيذ مهامه على عكس جهاز المناعة الطبيعية، حيث يتكون من نوعان من الخلايا وهي الخلايا البائية والخلايا التائية، حيث كل من الخلايا البائية والخلايا التائية هي عبارة عن خلايا لمفاوية مشتقة من أنواع محددة من الخلايا الجذعية تسمى الخلايا الجذعية متعددة الخلايا المكونة للدم في نخاع العظام، حيث بعد أن يتم تصنيعها في النخاع العظمي يجب أن تنضج وتصبح نشطة، حيث يتبع كل نوع من هذه الخلايا مسارات مختلفة إلى أشكالها النهائية والناضجة، ويمكن معرفة ما يلي عن النوعين الرئيسين لخلايا المناعة المكتسبة:
الخلايا البائية B
تتكون وتنضج الخلايا البائية في نخاع العظم، حيث تنتقل الخلايا البائية إلى الجهاز اللمفاوي لتنتشر في جميع أنحاء الجسم، حيث في الجهاز اللمفاوي تواجه الخلايا البائية مستضد الذي يعمل على النضج للخلية البائية، وتحتوي كل خلية من الخلايا البائية على واحد من الملايين من المستقبلات المميزة لمستضد خاص بالسطح والتي تكون موجودة في الحمض النووي للكائن الحي، حيث يوجد على سطح الخلايا البائية أجسام مضادة والتي يمكن أن تسمى أيضًا الأجسام المضادة المرتبطة بالغشاء، وعندما تصادف الخلية البائية بمستضد يطابق جسمه المضاد المرتبط بالغشاء فإنه ينقسم بسرعة ليصبح إما خلية الذاكرة B أو خلية المستجيب B والتي تسمى أيضًا خلية البلازما، وحيث تعبر خلايا الذاكرة B عن نفس الغشاء للأجسام المضادة الواردة كخلية B أصلية، وحيث تعبر خلايا B أيضًا عن مستقبل متخصص يسمى مستقبل الخلية BCR، حيث تساعد مستقبلات الخلايا البائية في ربط مولد الضد ومعالجة مولد الضد، وتلعب مستقبلات الخلايا البائية أيضًا دورًا مهمًا في مسارات الإشارات، حيث بعد أن يتم إدخال المستضد ومعالجته ، يمكن للخلية B أن تبدأ مسار الإشارات مثل إطلاق السيتوكين.خلايا التائية T
تتكون الخلايا التائية في نخاع العظم، ثم تنتقل الخلايا التائية إلى الغدة الصعترية لتكمل نضوجها، حيث أثناء وجودها في الغدة الصعترية تبدأ الخلايا التائية في عرض مستقبلات الخلايا التائية والمستقبلات الأخرى التي تسمى مستقبلات CD4 و CD8، حيث كل الخلايا التائية تعرض مستقبلات الخلايا التائية وإما CD4 أو CD8 وليس كليهما، لذلك فإن بعض الخلايا التائية ستعرض CD4والبعض الآخر ستعرض CD8،حيث يمكن لمستقبلات الخلايا التائية التعرف فقط على المستضدات المرتبطة بجزيئات مستقبلات معينة التي تسمى فئة مركب التوافق النسيجي الرئيسي MHCI و MHCII، إن جزيئات MHC عبارة عن مستقبلات سطحية مرتبطة بالغشاء مثل الخلايا التغصنية وخلايا البلعمة، حيث يلعب كل من CD4 و CD8 دورًا في التعرف على الخلايا التائية وتنشيطها من خلال الارتباط بمستقبلات الخلايا MHCI أو MHCII، ويجب أن تخضع لعملية تسمى إعادة الترتيب مما تعمل على إعادة التركيب غير المحدود للجين الذي يعبر عن مستقبلات الخلايا التائية.
إنفلونزا الطيور (خُنان الطيور؛ إنفلونزا أفيان)
إنفلونزا الطيور، والتي تُسمى أيضًا خُنان الطيور، هي مرض تنفسي فيروسي يصيب بصورة رئيسية الدواجن وبعض أنواع الطيور الأخرى، بما في ذلك الطيور المائية المهاجرة، وبعض الطيور الأليفة المستوردة، والنعام، كما أنها يمكن أن تنتقل مباشرة إلى البشر. أُبلغ عن أولى الحالات المعروفة بين البشر عام 1997، عندما أدى تفشي لفيروس إنفلونزا الطيور (A) من النوع الفرعي H5N1 في الدواجن في هونج كونج إلى مرض خطير أصاب 18 شخصًا توفي ثلثهم.
وبين عامي 2003 وأواخر 2005، تفشى النوع الفرعي H5N1، وهو أكثر أنواع إنفلونزا الطيور فتكًا، بين الدواجن في كمبوديا والصين وإندونيسيا واليابان وكازاخستان ولاوس وماليزيا ورومانيا وروسيا وكوريا الجنوبية وتايلاند وتركيا وفيتنام. ونفقت مئات الملايين من الطيور في تلك البلدان بسبب المرض أو تم إعدامها في محاولات للسيطرة على الأوبئة. ووقعت أحداث إعدام مماثلة منذ ذلك الحين، بما في ذلك عمليات الإعدام في دول في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.
وبين عامي 2003 وأواخر 2005، تفشى النوع الفرعي H5N1، وهو أكثر أنواع إنفلونزا الطيور فتكًا، بين الدواجن في كمبوديا والصين وإندونيسيا واليابان وكازاخستان ولاوس وماليزيا ورومانيا وروسيا وكوريا الجنوبية وتايلاند وتركيا وفيتنام. ونفقت مئات الملايين من الطيور في تلك البلدان بسبب المرض أو تم إعدامها في محاولات للسيطرة على الأوبئة. ووقعت أحداث إعدام مماثلة منذ ذلك الحين، بما في ذلك عمليات الإعدام في دول في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.
إنفلونزا الطيور في البشر
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، أصيب أكثر من 850 شخصًا بفيروس H5N1 بين عامي 2003 و2016، كما لقي أكثر من 50 في المائة من هؤلاء الأفراد مصرعهم. حدثت غالبية الإصابات بفيروس H5N1 والوفيات البشرية في مصر وإندونيسيا وفيتنام.
كما حدث تفشٍّ صغير مرات عدة من إنفلونزا الطيور بسبب أنواع فرعية أخرى من الفيروس. على سبيل المثال، تم الإبلاغ عن شكل أقل حدة من المرض المرتبط بفيروس H7N7 في هولندا في عام 2003 حيث تسبب في وفاة شخص واحد ولكنه أدى إلى إعدام آلاف الدجاج ومنذ ذلك الحين لقد تم اكتشاف الفيروس في البلاد في العديد من الحوادث. في عام 2013، ظهرت سلالة من فيروس H7N9 قادرة على التسبب في التهاب رئوي حاد وتؤدي إلى الوفاة في الصين حيث تم اكتشاف أول حالات مؤكدة في فبراير من ذلك العام وتم الإبلاغ عن عشرات أخرى في الأشهر التالية. كانت هذه أول حادثة تفشٍّ لفيروس H7N9 أُعلن عنها بين البشر.
تشبه أعراض إنفلونزا الطيور لدى البشر أعراض الإنفلونزا البشرية وتشمل الحمى والتهاب الحلق والسعال والصداع وآلام العضلات التي تظهر بعد فترة حضانة لأيام عدة. يمكن أن تؤدي حالة العدوى الشديدة إلى التهاب ملتحمة العين أو المضاعفات التي تهدد الحياة مثل الالتهاب الرئوي الجرثومي أو الفيروسي وأمراض الجهاز التنفسي الحادة.
نقل العدوى
يُعتقد أن الطيور المائية مثل البط البري هي المضيف الأساسي لجميع الأنواع الفرعية لإنفلونزا الطيور. على الرغم من مقاومة الطيور للفيروسات مقاومة طبيعية، إلا أنها تحملها في الأمعاء وتنشرها عبر البراز في البيئة حيث تصيب الطيور المنزلية المعرضة للإصابة. تنقل الطيور المريضة الفيروسات إلى الطيور السليمة من خلال اللعاب وإفرازات الأنف والبراز. داخل المنطقة الواحدة، تنتقل إنفلونزا الطيور بسهولة من مزرعة إلى أخرى عن طريق الغبار والتربة الملوثة بالبراز المنقول عبر الهواء، أو عن طريق الملابس والأعلاف والمعدات الملوثة، أو عن طريق الحيوانات البرية التي تحمل الفيروس على أجسامها. ينتشر المرض من منطقة إلى أخرى عن طريق الطيور المهاجرة ومن خلال التجارة الدولية في الدواجن الحية. إن البشر الذين هم على اتصال وثيق بالطيور المريضة، على سبيل المثال مزارعو الدواجن وعمال المجازر - هم الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى. يمكن أيضًا أن تكون الأسطح الملوثة بالفيروسات والعوائل الوسيطة مثل الخنازير مصادر عدوى للبشر.
على الرغم من حدوث حالات فردية لنقل العدوى من شخص لآخر منذ عام 1997، لم يُلاحظ حدوث نقل مستمر لها. ومع ذلك، من خلال عملية تطورية سريعة تسمى التحول المستضدي، يمكن لنوعين فرعيين من الفيروسات، على سبيل المثال أحدهما فيروس إنفلونزا الطيور مثل H5N1 والآخر فيروس إنفلونزا بشري، الجمع بين أجزاء من تركيبتهما الجينية لإنتاج نوع فرعي فيروسي غير معروف سابقًا. إذا تسبب النوع الفرعي الجديد في إصابة البشر بمرض شديد الخطورة، وانتشر بسهولة بين الناس، وكان يحتوي على مزيج من البروتينات السطحية التي لا يتمتع سوى عدد قليل من الناس بمناعة ضدها؛ تحدث مرحلة جائحة إنفلونزا جديدة.
اكتشاف إنفلونزا الطيور
يُشكل الاكتشاف المبكر لإنفلونزا الطيور أهمية بالغة في منع تفشي المرض والسيطرة عليه. تتمثل إحدى طرق اكتشاف الفيروس في الخضوع لفحص جهاز تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR) حيث يتم تحليل الأحماض النووية من عينات الدم أو الأنسجة بحثًا عن وجود جزيئات خاصة بإنفلونزا الطيور. تشمل الطرق الأخرى اكتشاف المستضد الفيروسي، الذي يكتشف تفاعل الأجسام المضادة مع المستضدات الفيروسية في عينات من خلايا الجلد أو المخاط، والمزرعة الفيروسية، والتي تُستخدم لتأكيد هوية أنواع فرعية معينة من الإنفلونزا بناءً على نتائج اكتشاف جهاز PCR أو الكشف عن المستضد والذي يتطلب نمو الفيروس في الخلايا في المعمل. يجري تطوير الاختبارات القائمة على تقنية "معمل على رقاقة" التي تستغرق أقل من ساعة لإكمالها ويمكن أن تحدد بدقة تطور أنواع فرعية معينة من إنفلونزا الطيور. تتكون هذه التقنية من جهاز صغير ("الرقاقة") والذي يحتوي سطحه على سلسلة من التحليلات المعملية المصغرة التي لا تتطلب سوى حجم صغير من العينة (على سبيل المثال، بيكولتر من اللعاب). يمكن الاستعانة بهذه الاختبارات القائمة على الرقاقة، وهي محمولة وفعالة من حيث التكلفة، للكشف عن أنواع فرعية مختلفة من الإنفلونزا في كل من الدواجن والبشر.
مصطلحات البحث:
- المناعة المكتسبة
- المناعة الخلوية
- مستضد
- مستقبِل
- خلية تائية
- مُعَقَد التوافق النسيجي الرئيسي
- خلية تائية مساعدة
- خلية تائية سامة للخلايا
- الاستماتة (موت الخلية)
- إنفلونزا الطيور ((خُنان الطيور؛ إنفلونزا أفيان)