مراحل النمو: مرحلة ما قبل الولادة





 مرحلة ما قبل الولادة

تبلغ هذه المرحلة تسعة أشهر تبدأ بعملية إخصاب البويضة بالحيوان المنوى وحتى الميلاد، ولهذه المرحلة أهمية وترجع أهميتها للأسباب الآتية:
  • أنها أساس العوامل الوراثية التى يتكون منها الجنين.
  • تتأثر بالحالة الصحية والنفسية والغذائية للأم.
  • أنها أكثر المراحل سرعة فى النمو.
  • تتكون فىها اتجاهات الوالدين ومشاعرهم تجاه الطفل وتبنى عليها حياة الطفل الاجتماعية والنفسية فيما بعد.

جنين، مرحلة ما قبل الولادة
جنين، مرحلة ما قبل الولادة

ويتوقف نمو الجنين نموًا سليمًا على عدة عوامل منها:

  • نوع الغذاء الذى تتناوله الأم فترة الحمل.
  • صحة الأم.
  • تنافر فصيلة دم الأم والأب.
  • التعرض للأشعة السنية.
  • سن الأم وقت الحمل.
  • الحالة المزاجية والعاطفية للأم.
  • تناول العقاقير الطبية أثناء الحمل والمواد الكيماوية.
  • تناول الكحوليات والتدخين.
  • تزاحم الأجنة (فى حالة وجود توأم).

العوامل التى تؤثر على الجنين فى البيئة الرحمية قبل الولادة:

تتأثر عملية النمو فى مظاهره المختلفة بعوامل متعددة:

١. أمراض الأم الحامل:

إن أى مرض يصيب الأم الحامل وخاصة فى الشهور الثلاثة الأولى للحمل يؤذى الجنين، ومن أهم الأمراض التى قد تصيب الأم الحامل وتمثل خطورة على الجنين هى الحصبة الألمانية والأمراض التناسلية مثل إصابة الأم الحامل بأحد هذه الأمراض خاصة فى الشهور الثلاثة الأولى من الحمل ينتقل من الأم الحامل إلى الجنين مما يسبب له بعض الأمراض مثل: (الصمم، العمي، البكم، ضمور المخ، أمراض القلب)، كما يعانى من تأخر فى نموه الجسمى والعقلى، وبالتالى قد يكون الطفل متخلفًا عقليًا، ومن المعروف أنه من خلال التطعيم ضد الحصبة الألمانية، فإنه من المتوقع أن تقل أو تتلاشى حالات التخلف الناتجة عن الحصبة الألمانى.

٢. الأشعة:

إن التعرض لأشعة X يؤدى إلى مخاطر كبيرة للجنين، والخطر الحقيقى من التعرض للإشعاعات يكون فى الفترة الواقعة بين ١٥ يومًا والأشهر الثلاث من الحمل، أما فى الفترة الثانية (٣-٦ أشهر) والثالثة (٦- ٩ أشهر) من الحمل فىمكن إجراء فحوصات الأشعة فى حال الضرورة القصوى وللأمراض الخطيرة.
وتبقى صور الأشعة التى تؤخذ فى نهاية الحمل من أجل معرفة حجم حوض الأم والتنبؤ بإمكانية الولادة الطبيعية غير مضرة.

٣. غذاء الأم:

من اللازم أن تحصل الأم الحامل على غذاء مناسب ومتكامل، بصفة خاصة البروتين، واللبن ومنتجاته، وخبز، وخضروات، وفواكه، وذلك للاحتفاظ بحالتها الصحية وحتى يكون طفلها صحيحًا وسليمًا، وذلك لأن الجنين يحصل على متطلباته الغذائية من الأم، حتى قبل أن تحصل عليها الأم وعدم كفاية أو تكامل العناصر الموجودة فى غذاء الأم وكذلك سوء تغذية الأم الموجودة فى غذاء الأم يؤدى إلى (الإجهاض، والأنيميا، وتسمم الدم، والولادات المبتسرة أو الميتة، وزيادة وقت الولادة، وفقر الدم لدى الجنين، وتأثر الجهاز العصبى للجنين) خاصة فى حالة نقص البروتين، كذلك فإن أمراضًا تنتشر بين الأطفال الذين عانوا من سوء تغذية الأم، وتظهر هذه الأمراض فى الستة أشهر الأولى من الحياة، مثل (الالتهاب الرئوى، والكساح، وفقر الدم).


٤. الأدوية والعقاقير واللقاحات: 

(سوء أستعمال الأم الحامل للأدوية)
يجب على المرأة الحامل عدم تناول أى دواء قبل استشارة الطبيب، حتى أبسط الأدوية كأدوية الألم والصداع والسعال إذ قد تحتوى على بعض المواد المضرة بالجنين، مثل: أدوية السعال التى تحتوى الكوديين، ومن الأدوية المضرة تلك المهدأة للأعصاب بجميع أنواعها، وأدوية الغدة الدرقية والكورتيزون وأدواية الالتهابات.
كذلك يجب تجنب اللقاحات خصوصًا الخطيرة منها مثل اللقاح ضد الحمى الصفراء أو الحصبة أو شلل الأطفال، واللقاح ضد الجدرى يؤدى إلى موت الجنين، كذلك اللقاحات ضد السل والتيفود. قد يكون لهذه الأدوية تأثير سلبى على الأجنة ويؤدى إلي تشوهات جسيمة وتخلف عقلى وضرر للجهاز العصبى، وهذا ينطبق على أقل الأدوية التى نعتقد أنها غير ضارة مثل: الأسبيرين.

٥. التدخين:

لقد وجد أن إفراط الحامل فى التدخين يؤثر فى مضاعفة حركة الجنين بسبب ما يصله من النكوتين مع دم الأم، وبذلك تتبدد نسبة كبيرة من الغذاء الذى يحتاجه؛ وقد ثبت أن من أكبر العوامل ارتباطًا بنقص الوزن عند الولادة هو عامل الإفراط فى التدخين عند الحامل خصوصًا فى الأشهر الثلاث الأولى، ويرجع أن التدخين يفقد الدم الواصل إلى الجنين نسبة كبيرة من الأكسجين؛ كما يؤدى إلى إنجاب أطفال صغار الحجم، ضعاف البنية، وقد يولدون معتوهين عقليًا، نظرًا لأن المواد السامة تقلل من مجرى الدم فى المشيمة فتسد الشرايين المسئولة عن نقل المواد المغذية إلى الجنين، وبالتالى تجعله سهل التعرض للأمراض وتقلل من مناعته الطبيعية فى محاربتها، وهذا، عدا عن الولادة السابقة لأوانها والتى تزداد نسبة حصولها.

٦. حالات اختلاف الدم:

تتكون كرات الدم الحمراء من عناصر أساسية منها (RH)، وتوجد عناصر (RH) فى صورتين، إما موجبة أو سالبة؛ فإذا كان دم الأم به عناصر (RH) موجبة، وكان دم الأب به عناصر (RH) سالبة، هنا يحدث التوافق بين الأب والأم فلا يحدث ضرر للجنين، وهى الصورة السائدة، للتوافق فى الوقت نفسه مع دم الأم، أما إذا كان دم الأم به عناصر (RH) سالبة وكان دم الأب به عناصر (RH) موجبة فهنا يحدث عدم التوافق بين الصورة الموجبة التى توجد فى دم الجنين والصورة السالبة التى توجد فى دم الأم مما يؤدى إلى نقص كرات الدم الحمراء ويترتب على ذلك موت الجنين داخل الرحم أو بعد الولادة مباشرة أو إصابته بأنيميا حادة أو شلل أو ضعف عقلى أو عمى.

٧. الحالة الانفعالية للأم:

الانفعالات مثل (السعادة، القلق، الحزن ..) قد لا تؤثر بشكل مباشر على نمو الجنين، ولكنها تؤثر بشكل غير مباشر عبر تأثير الهرمونات، فعلى سبيل المثال فإن (القلق الحاد، والتعرض للضغوط النفسية، والاكتئاب، والحزن الشديد) تؤثر بشكل كبير على الأم الحامل وعلى الجنين، فالأم الحامل تتأثر بالانفعالات الشديدة، وتزيد هذه الانفعالات من صعوبات الحمل والتى تشمل (الغثيان، والقيئ، وإمكانية التعرض للإجهاض)، كذلك عصبية الأم وانفعالاتها الشديدة تؤثر على الطفل قبل الولادة وبعدها، فهى قبل الولادة تضر الجهاز العصبي للجنين، وبعد الولادة تزيد من بعض الأعراض المرضية لدى الطفل الوليد، مثل (البكاء الشديد، والمغص، والنشاط الزائد، وسوء الهضم، وكذلك احتمالية الإجهاض).
إن زيادة عدد مرات الحمل عن أربع مرات قد يضر الأم والجنين معًا، فبالنسبة للجنين فإن الأجنة التى تأتى بعد الطفل الأول تكون غالبًا أصغر حجما وأقل وزنًا خاصة لو كانت المسافات الزمنية بين الولادة قصيرة كما أن الطفل الذكر إذا كان ترتيبه الميلادي الأول فإن هرمونات الذكورة تكون أكثر من الأطفال الذين يكون ترتيبهم الميلادي بعد الأول، كم أن الولادات المتكررة، والرضاعة، ورعاية أطفال صغار تستنزف المرأة جسميًا وتستنزف مخزونها الجسمى مما يؤثر عليها وعلى أطفالها، وقد يؤدى ذلك إلى مشكلات خطيرة للأم مثل الأنيميا (فقر الدم) ونزيف الدم (فقده).


©جميع الحقوق محفوظة لموقع ومجلة زينة

تابع مجلة زينة على أخبار جوجل